الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه من تبع هداه اما بعد :
أخي الطالب :
هنيئاً لك هذه المرتبة العالية والدرجة الرفيعة التي أكرمك الله بها ، فطلب العلم فريضة جليلة ، ولطالب العلم منزلة عظيمة في الدنيا والآخرة :
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر "[ أخرجه الترمذي (2682)] .
إن مسيرة العلم مسيرة طويلة وشاقة ، لها بداية وليس لها نهاية ، وقد شبّه بعض الحكماء طالب العلم كسابح في بحر لا نهاية له .
ولعل طالب العلم في تلك المسيرة الطويلة ، قد يتعرض للكثير من الصعوبات والمشاق ، وقد يرتكب بعض الزلّات والأخطاء .
وليس ذلك قدحاً في طالب العلم أو انتقاصاً منه ، ولكن لكثرة ما يمر عليه من مواقف ومسائل علمية ، ربما لا يحسن التعامل معها بالشكل المناسب .
وأنا كطويلب علم صغير ، أحببت ان أعرض ههنا بعضاً من الأخطاء و الزلّات التي قد يسقط فيها بعض طلبة العلم .
نبدأ بعون الله تعالى فنقول :
1: عدم إخلاص النيّة في طلب العلم :
فإن الإخلاص شرط في قبول الأعمال كلها ومن جملتها العلم، أمر الله بالإخلاص في الدين في قوله تعالى : { فاعبد الله مخلصا له الدين * ألا له الدين الخالص } [الزمر :2-3]
وفي قوله سبحانه : { قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين }[الزمر : 11]
فإن هناك من ينوي بتعلمه شغل الوقت، يقول عندي وقت فراغ أشغله بهذا التعلم، وليس له قصد في المنفعة !
ومن الناس من يكون قصده بتعلمه أمرا دنيويا ، فيكون من الذين تعلموا العلم لأجل الدنيا، ولا شك أن هذا يفسد النية، ولا يحصل له الفضل الذي ورد في فضل تعلم العلم.
ومن الناس من يكون قصده بالتعلم مجرد شهادة أو مؤهل يحصل به على ترقية أو وظيفة أو نحو ذلك ، ولعلّي أسمع كثيراً من الطلاّب يكثرون من ذم المعهد الذي ندرس فيه ، بحجّة أن شهادته غير معترف بها لدى الدولة ، فأقول لهؤلاء :
سبحان الله !! ألهذا جئتم للدراسة ههنا ؟
أتصرفون وقتكم ومالكم وجهدكم من أجل قطعة كرتون ؟؟
فهذا أيضا مقصد دنيء لا يليق بالمؤمن أن يقصده ؛ وذلك لأنه لا يبارك له في علمه إذا كان يدرس لمجرد أن يحصل على ليسنس أو دبلوم، أو ما أشبه ذلك، فيكون قصده قصدا دنيئا، وغير ذلك من المقاصد الدنيوية الزائلة .
2: العصبية للشيخ أو الاستاذ أو الكلّية أو المعهد :
للأسف الشديد تبرز لدى بعض طلبة العلم عصبية غريبة وحماس شديد للجهة التي يطلبون العلم فيها ، وكثيراً ما نسمع بين طلبة العلم وخصوصاً حديثي العهد منهم ، نسمع عبارات من قبيل :
كلّيتي أو جامعتي أفضل من كليّتكم . ...
أساتذتنا افضل من دكاترتكم ....
لحية شيخي أطول من لحية شيخك ...
معهدكم غير معترف به والتدريس فيه ليس على ما يرام ، اما معهدنا ففيه حديقة واسعة ومراجيح ووو....
فينبغي على طالب العلم ألا يلتفت إلى صغائر الأمور ، فلا فضل لطالب على آخر إلا بالتقوى وإخلاص النية ، وبما يبذل من جهد في تحصيل العلم .
3: الدخول إلى الجامعة بعقلية طالب الثانوية :
من المشاكل التي ترافق الطالب الجامعي الجديد ، أنه لا يستوعب بسهولة فكرة أنه أصبح طالباً جامعياً ، وأن الجامعة تختلف كثيراً عن المدرسة .
فترى هؤلاء يتقافزون على المقاعد كالأطفال ، أو يتسابقون أو يغنّون ، أو يحيون عادات وتقاليد المدرسة داخل الجامعة .
والمشكلة الأخرى التي يشتكي منها هؤلاء ، هي اختلاف نظام الدراسة بين الجامعة وبين المدرسة ، فيرتبكون ويخطئون ، ويصدمون بضخامة المقررات وكثرتها ، ويفاجئون بأنه لا فرصة للعب واللهو بعد الآن .
فالجد الجد يا طالب العلم ، فالجامعة لا لعب فيها ، ولا مجال للاستهتار والكسل بعد الآن لأنك على بعد خطوات من مواجهة الحياة .
4: عدم التأدب أثناء محاضرة العلم :
أثناء فترة دراستي الجامعية - على قصرها- عاينت الكثير من المواقف وشاهدت حالات كثيرة يتجلّى فيها قلّة أدب بعض المتعلمين - سامحهم الله -ولعلّي أذكر بعضها ، ليس بقصد الفضيحة بل النصيحة :
- مقاطعة الدكتور أو المُحاضر : وهي من أقبح العادات التي رأيتها في حياتي ، وأقسم بالله أنني في أحد المحاضرات كدت أنهال ضرباً على أحد الطلاب الذي ما انفك يقاطع الاستاذ بمناسبة أو بدون مناسبة ، كنوع من ( تخفيف الظل ) !!
وأقبح نوع من المقاطعة ، هو الذي يكون بقصد التفيقه أو التفلسف ، أو عرض العضلات العلمية أمام باقي الطلّاب .
- والأشد قبحاً منها ، هو ما يسمّى بالمداخلات والتعليقات، حيث يقفز بعض الطلاب من وقت لآخر ، لذكر مثال أو تعليق على المعلومة التي يذكرها الاستاذ أثناء شرحه للفكرة أو المعلومة .
مشكلة هذا النوع من التعليقات أنه لا فائدة منه ، ولا يضيف جديداً للمحاضرة ، بل يشتت الاستاذ وباقي الطلاب على حد سواء .
5: الإساءة إلى المدرّسين او الأساتذة :
بعض طلبة العلم لا يقدّر الاستاذ حق قدره ، ولا ينزله في منزلته الصحيحة التي يستحقّها ، فتراه يغتاب هذا الاستاذ ، أو يسخر من آخر لطول لحيته أو قصر بذلته ، أو يقلّد هذا الدكتور أو ذاك بقصد السخرية أو التهكم .
وهذا نوع خطير من الاساءة لا يليق بطالب العلم المؤمن أن يرتكبه ، ففضل المعلّم لا يدانيه فضل ، وإجلاله وتوقيره من كمال أخلاق الطالب ورفعه ذوقه .
ولا يليق بطالب العلم أن يبدأ في اغتياب الاستاذ بمجرّد أن يدير ظهره للانصراف ، و ينتقص منه ، أو يجرّح فيه أو يتكلم عنه بما لا يليق حتى وإن كان محقّاً .
فينبغي على الطالب أن يخفض الجناح للاستاذ وأن يخاطبه بكل أدب واحترام ، وأن يقّدمه في المجلس أو في الدخول إلى قاعة المحاضرة ، لاسيما إن كان كبيراً في السن أو كبيراً في القدر .
6:التكبّر على العلم :
وهذا أيضاً من أسوأ الطبائع التي يتصّف بها بعض طلبة العلم ، فتراهم يحقّرون مادّة ما أو يقللون من شأنها ، أو يستنكفون عن حضور دروسها .
وعندما تسأل أحدهم :
لماذا لا تحضر المحاضرة الفلانية ؟
فيجيب :
إنها مادّة غير مهمّة .. أو يمكن مطالعتها من الكتاب دون الحاجة إلى شرح الاستاذ .. وهكذا ..
فهذا تكبّر على العلم واستصغار لشأنه ، وأحسب أن الطالب الذي يفعل مثل ذلك لن ينال من العلم شيئاً !
فلا ينال العلم مستحيي ولا متكبّر ، وينبغي على طالب العلم متابعة محاضرته ودروسه باهتمام بالغ ، ولو تصوّر أن مادّة من المواد أو مقرراً من المقررات
أقل أهمية من غيره
أخي الطالب :
هنيئاً لك هذه المرتبة العالية والدرجة الرفيعة التي أكرمك الله بها ، فطلب العلم فريضة جليلة ، ولطالب العلم منزلة عظيمة في الدنيا والآخرة :
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر "[ أخرجه الترمذي (2682)] .
إن مسيرة العلم مسيرة طويلة وشاقة ، لها بداية وليس لها نهاية ، وقد شبّه بعض الحكماء طالب العلم كسابح في بحر لا نهاية له .
ولعل طالب العلم في تلك المسيرة الطويلة ، قد يتعرض للكثير من الصعوبات والمشاق ، وقد يرتكب بعض الزلّات والأخطاء .
وليس ذلك قدحاً في طالب العلم أو انتقاصاً منه ، ولكن لكثرة ما يمر عليه من مواقف ومسائل علمية ، ربما لا يحسن التعامل معها بالشكل المناسب .
وأنا كطويلب علم صغير ، أحببت ان أعرض ههنا بعضاً من الأخطاء و الزلّات التي قد يسقط فيها بعض طلبة العلم .
نبدأ بعون الله تعالى فنقول :
1: عدم إخلاص النيّة في طلب العلم :
فإن الإخلاص شرط في قبول الأعمال كلها ومن جملتها العلم، أمر الله بالإخلاص في الدين في قوله تعالى : { فاعبد الله مخلصا له الدين * ألا له الدين الخالص } [الزمر :2-3]
وفي قوله سبحانه : { قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين }[الزمر : 11]
فإن هناك من ينوي بتعلمه شغل الوقت، يقول عندي وقت فراغ أشغله بهذا التعلم، وليس له قصد في المنفعة !
ومن الناس من يكون قصده بتعلمه أمرا دنيويا ، فيكون من الذين تعلموا العلم لأجل الدنيا، ولا شك أن هذا يفسد النية، ولا يحصل له الفضل الذي ورد في فضل تعلم العلم.
ومن الناس من يكون قصده بالتعلم مجرد شهادة أو مؤهل يحصل به على ترقية أو وظيفة أو نحو ذلك ، ولعلّي أسمع كثيراً من الطلاّب يكثرون من ذم المعهد الذي ندرس فيه ، بحجّة أن شهادته غير معترف بها لدى الدولة ، فأقول لهؤلاء :
سبحان الله !! ألهذا جئتم للدراسة ههنا ؟
أتصرفون وقتكم ومالكم وجهدكم من أجل قطعة كرتون ؟؟
فهذا أيضا مقصد دنيء لا يليق بالمؤمن أن يقصده ؛ وذلك لأنه لا يبارك له في علمه إذا كان يدرس لمجرد أن يحصل على ليسنس أو دبلوم، أو ما أشبه ذلك، فيكون قصده قصدا دنيئا، وغير ذلك من المقاصد الدنيوية الزائلة .
2: العصبية للشيخ أو الاستاذ أو الكلّية أو المعهد :
للأسف الشديد تبرز لدى بعض طلبة العلم عصبية غريبة وحماس شديد للجهة التي يطلبون العلم فيها ، وكثيراً ما نسمع بين طلبة العلم وخصوصاً حديثي العهد منهم ، نسمع عبارات من قبيل :
كلّيتي أو جامعتي أفضل من كليّتكم . ...
أساتذتنا افضل من دكاترتكم ....
لحية شيخي أطول من لحية شيخك ...
معهدكم غير معترف به والتدريس فيه ليس على ما يرام ، اما معهدنا ففيه حديقة واسعة ومراجيح ووو....
فينبغي على طالب العلم ألا يلتفت إلى صغائر الأمور ، فلا فضل لطالب على آخر إلا بالتقوى وإخلاص النية ، وبما يبذل من جهد في تحصيل العلم .
3: الدخول إلى الجامعة بعقلية طالب الثانوية :
من المشاكل التي ترافق الطالب الجامعي الجديد ، أنه لا يستوعب بسهولة فكرة أنه أصبح طالباً جامعياً ، وأن الجامعة تختلف كثيراً عن المدرسة .
فترى هؤلاء يتقافزون على المقاعد كالأطفال ، أو يتسابقون أو يغنّون ، أو يحيون عادات وتقاليد المدرسة داخل الجامعة .
والمشكلة الأخرى التي يشتكي منها هؤلاء ، هي اختلاف نظام الدراسة بين الجامعة وبين المدرسة ، فيرتبكون ويخطئون ، ويصدمون بضخامة المقررات وكثرتها ، ويفاجئون بأنه لا فرصة للعب واللهو بعد الآن .
فالجد الجد يا طالب العلم ، فالجامعة لا لعب فيها ، ولا مجال للاستهتار والكسل بعد الآن لأنك على بعد خطوات من مواجهة الحياة .
4: عدم التأدب أثناء محاضرة العلم :
أثناء فترة دراستي الجامعية - على قصرها- عاينت الكثير من المواقف وشاهدت حالات كثيرة يتجلّى فيها قلّة أدب بعض المتعلمين - سامحهم الله -ولعلّي أذكر بعضها ، ليس بقصد الفضيحة بل النصيحة :
- مقاطعة الدكتور أو المُحاضر : وهي من أقبح العادات التي رأيتها في حياتي ، وأقسم بالله أنني في أحد المحاضرات كدت أنهال ضرباً على أحد الطلاب الذي ما انفك يقاطع الاستاذ بمناسبة أو بدون مناسبة ، كنوع من ( تخفيف الظل ) !!
وأقبح نوع من المقاطعة ، هو الذي يكون بقصد التفيقه أو التفلسف ، أو عرض العضلات العلمية أمام باقي الطلّاب .
- والأشد قبحاً منها ، هو ما يسمّى بالمداخلات والتعليقات، حيث يقفز بعض الطلاب من وقت لآخر ، لذكر مثال أو تعليق على المعلومة التي يذكرها الاستاذ أثناء شرحه للفكرة أو المعلومة .
مشكلة هذا النوع من التعليقات أنه لا فائدة منه ، ولا يضيف جديداً للمحاضرة ، بل يشتت الاستاذ وباقي الطلاب على حد سواء .
5: الإساءة إلى المدرّسين او الأساتذة :
بعض طلبة العلم لا يقدّر الاستاذ حق قدره ، ولا ينزله في منزلته الصحيحة التي يستحقّها ، فتراه يغتاب هذا الاستاذ ، أو يسخر من آخر لطول لحيته أو قصر بذلته ، أو يقلّد هذا الدكتور أو ذاك بقصد السخرية أو التهكم .
وهذا نوع خطير من الاساءة لا يليق بطالب العلم المؤمن أن يرتكبه ، ففضل المعلّم لا يدانيه فضل ، وإجلاله وتوقيره من كمال أخلاق الطالب ورفعه ذوقه .
ولا يليق بطالب العلم أن يبدأ في اغتياب الاستاذ بمجرّد أن يدير ظهره للانصراف ، و ينتقص منه ، أو يجرّح فيه أو يتكلم عنه بما لا يليق حتى وإن كان محقّاً .
فينبغي على الطالب أن يخفض الجناح للاستاذ وأن يخاطبه بكل أدب واحترام ، وأن يقّدمه في المجلس أو في الدخول إلى قاعة المحاضرة ، لاسيما إن كان كبيراً في السن أو كبيراً في القدر .
6:التكبّر على العلم :
وهذا أيضاً من أسوأ الطبائع التي يتصّف بها بعض طلبة العلم ، فتراهم يحقّرون مادّة ما أو يقللون من شأنها ، أو يستنكفون عن حضور دروسها .
وعندما تسأل أحدهم :
لماذا لا تحضر المحاضرة الفلانية ؟
فيجيب :
إنها مادّة غير مهمّة .. أو يمكن مطالعتها من الكتاب دون الحاجة إلى شرح الاستاذ .. وهكذا ..
فهذا تكبّر على العلم واستصغار لشأنه ، وأحسب أن الطالب الذي يفعل مثل ذلك لن ينال من العلم شيئاً !
فلا ينال العلم مستحيي ولا متكبّر ، وينبغي على طالب العلم متابعة محاضرته ودروسه باهتمام بالغ ، ولو تصوّر أن مادّة من المواد أو مقرراً من المقررات
أقل أهمية من غيره